Friday, October 19, 2007

من يحمي أحمد زويل

لا فرق بين أمريكا وإسرائيل إلا في فن ممارسة الكذب بأسلوب مقبول، فالاثنان وجهان لعملة واحدة.. يكمّل بعضهما الآخر كطرفي مقص.. فعلى طبق من ذهب تقدم الولايات المتحدة الأمريكية – هذه الأيام – رؤوس 99 عالماً من علماء مصر في الطاقة والذرة والتخصصات النادرة المختلفة إلى حليفتها إسرائيل في موقع خاص بالإنترنت.. يتضمن كل المعلومات عن علمائنا.. الأسماء.. تواريخ الميلاد.. عناوينهم.. مستواهم الاجتماعي.. نشاطهم.. مراكز أبحاثهم.. آخر الأبحاث.. أهم المخترعات.. أدق التفاصيل.. و ...
اغتيــال العلمـاء العـــرب:
حكمت إسرائيل على الدول العربية – منذ قيام هذه الدويلة اللقيطة – بضرورة استمرار التخلف ولذلك فإن هناك صراعاً خفياً بين إسرائيل من جانب وبين كافة الدول العربية في محاولة إسرائيلية دءوبة لمنع التقدم العلمي العربي ، ولذا فقد قام الموساد باغتيال عالم الذرة المصري الدكتور (يحيى المشد)
في 14 يونيو 1980 وقد كان للدكتور (المشد) الفضل في محاولة إنجاز المفاعلين النوويين العراقيين (مجلة Naw البريطانية الأسبوعية).
وفي 27 يناير 1975 اختفى عالم الذرة المصري أو عبقري الذرة كما أطلقت عليه صحف تشيكوسلوفاكيا (الدكتور/ نبيل القليني) إلى الأبد .. خرج من بيته ولم يعد ، وأسدل الستار عند هذه الجريمة ، وللأسف فإن السلطات المصرية لم تحقق في هذه الجريمة.
ونعود إلى الوراء قليلاً .. وفي 15 أغسطس 1952 قتل الموساد عالمة الذرة الدكتورة/ سميرة موسى – أول معيدة في الجامعات المصرية – والتي قال عنها الدكتور والعالم البريطاني (بدفورد) .. ( إن سميرة موسى قد تغيّر وجه الإنسانية لو وجدت المعونة الكافية ) .. ويستمر مسلسل اغتيال علمائنا.. تمثيليات غير محبوكة عن الانتحار مثل العلاّمة (سعيد بدير) أو بزعم القضاء والقدر كما حدث في القصة الغامضة لعبقري مصر (الدكتور/ جمال حمدان) واختفاء مسودات كتابه عن اليهود! .. وغيرهم، وغيرهم وما خفي كان أعظم.
مَـن يحمي أحمد زويـــل ؟
إذا كان المصريون لم يعرفوا أن هناك عالماً فذاً اسمه (أحمد زويل) إلا من عدة سنوات فإن الموساد الإسرائيلي يرصد خطواته منذ أن وضع قدمه في الولايات المتحدة الأمريكية منذ حوالي 25 عاما.. دارساً وأستاذاً وعالماً في أكبر الجامعات الأمريكية.. تثير قفزاته العلمية أعصاب اليهود في تل أبيب وتجعلهم يضعون أيديهم على قلوبهم حتى لا تتغير المعادلة ويختل ميزان القوة في الشرق الأوسط والذي من أجله يفعلون الممكن وغير الممكن حتى يستمر في صالحهم.. وإذا كان أحمد زويل قد زار إسرائيل في مهام علمية رسمية أكثر من مرة فليس معنى هذا أنه نال رضاهم وعقد معهم اتفاقية سلام جديدة..!! فاليهود ليس لهم أصدقاء إلا المال ومصلحتهم العامة التي من أجلها يريقون دماء الأنبياء.. فالموساد الإسرائيلي لا يعرف (الهزار) والدويلة اللقيطة تسير بخطوات ثقيلة لا تعرف الرحمة..
وبالرغم من أن أحمد زويل أصبح في الفترة الأخيرة (وجهاً إعلامياً) يتكلم أكثر مما يفعل يحاول إرضاء جميع الأطراف في لعبة سياسية تتشابه إلى حد كبير مع لعبة (أنور السادات) التي أدت إلى اغتياله.. فالدكتور/ يحيى المشد لم يكن أقل من زويل ولا سعيد بدير أو القلّيني أو سميرة موسى ، وغيرهم.. وهم الآن مجرد ذكرى حزينة و(حائط مبكى) عربي للندب على علمائنا الأفذاذ الذين لو كتب الله لهم الحياة لغيروا وجه البشرية.. فمن يحمي أحمد زويل ؟ من نفسه أولاً !! ثم من المخابرات الأمريكية التي تنتظر اللحظة التي سيقترب فيها زويل من الخط الأحمر.. ثم من الآلة اليهودية الرهيبة والموساد الإسرائيلي؟
إن قتل الأفذاذ في الآونة الأخيرة لم يعد هو إراقة الدماء وزهق الروح فقد تعددت الأشكال ، وتنوعت الأساليب.. وعندما يتكلم الرجل أكثر مما يفعل فهو في طريقه إلى ثلاجة الذكريات.. وعندما يتكلم فقط ولا يفعل أي شيء فقد ضغط على (زرار) موته الإكلينيكي..

No comments: